الجواهر السبع لفك السحر
يعتقد الجميع بالسحر ولكنهم يخافون إظهار هذا الأمر، حتى لا يتهموا بالجنون أو بالخرافة أو بالجهل
المقدمة:
لقد سافرت كثيراً ، وعاشرت كثيراً من الناس ، من مختلف المذاهب والطوائف والأديان ، وكانوا جميعهم يعتقدون بالسحر ولكنهم يخافون إظهار هذا الأمر، حتى لا يتهموا بالجنون أو بالخرافة أو بالجهل . فصممت أن أبحث عن هذا السر الغامض الذي يخاف الناس منه على مرّ العصور، ولقد بدأت بحثي مستعيناً بالقرآن الكريم والتوراة والإنجيل وحتى الزبور وبأحاديث الأنبياء ولاسيما سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وحتى العقائد الوثنية كان لها نصيب من بحثي ، فمعظم البشر ولأول مرة ، يتفقون على شي واحد ، وهو اعتقادهم بوجود السحر، ومن الغباء رفض فكرة السحر ، لأن السحر أحد أسلحة الشياطين ، لذلك يجب علينا أن نحمي أنفسنا وأهلنا من هذا الشر ، الذي يهدد أعراضنا وأموالنا ، هذا المرض الخبيث الذي هو أخطر من السرطان والايدز ، هذا البلاء الذي لا يقل أذاه على الأمم عن الانحطاط الأخلاقي ، لأن المسحور يصل إلى مراحل من الانحطاط الأخلاقي والأمراض النفسية ما تعجز عن وصفه الكلمات ، لذلك يجب علينا أن نأخذ هذا الأمر بالحسبان ، حتى لا نقع ضحية السحر والسحرة أعاذنا الله منهم ومن شرورهم .
تقدمة فريق الشامل الفلكي
alchamelorg@gmail.com
سوريا – طرطوس
الإهداء :
أهدي إلى كل متألم يقرأ كلامي ويشعر به ، على الرغم من أن الناس حوله لا يفهمونه ، بل يتهمونه بالجنون والتخيلات والأمراض النفسية ! أيها الصديق: أهديك هذه الجواهر حتى تعالج بها نفسك ، وتعرف أنه في هذه الدنيا يوجد من يشعر بك ، ويمد لك يد العون متمنياً من الله لك التخلص من كيد الشيطان ، وأعوانه السحرة الملعونين ، ألا لعنة الله على كل ساحر وعلى من يسهل له هذا الأمر . ثق بالله ، ثم اقرأ هذا لتعرف العلاج المناسب ، الذي سوف يغنيك عن الكهان المشعوذين الذين يدعون أمام الناس أنهم أهل كرامات وأن الأسياد الكرام أمثال سيدنا الرفاعي ،و الجيلاني، والبدوي ،والدسوقي، وابن العربي، يمدونهم بأسرار فك السحر ، ويدعون أنهم من أهل الكشف ويقولون لك إن ملوك الجان لهم خدم وإن منهم الملك الأعظم للجان السيد ميططرون لا يتصرف بقبائل الجان إلا بإذن منهم .
وهؤلاء الأسياد الكرام من إنس وجن بريئون من هؤلاء الكهان السحرة ، أما سيدهم الأعظم الحقيقي الذي يعطيهم الأوامر ويدعي أنه ولي من الأولياء أو ملك الجان وأن هذا الكون تحت أمره فهو الملعون إبليس لعنة الله عليه وعليهم .
نصيحة
نصيحة لكل من له عقل نير ،لكل عاشق للحرية :لا تجعل للشيطان وللكهان عليك من سلطان ، إنهم إن تحكموا فيك أذلوك ، وانتهكوا عرضك واغتصبوا مالك ، وجعلوك من المجانين فاحذر من المشايخ الكاذبين الذين يظهرون ما لا يبطنون.
الشيخ الكاذب علاماتهم :
1-الشيخ المدعي الولاية :
علامته إذا حدَّث كذب ، و إذا اؤتمن خان ، و إذا وعد أخلف ، وإنك لتراه يتكلم ما لا يعمل و يجعلك تعيش الأحلام حتى تبتعد عن الواقع ويجعلك تطيعه دون تفكير ويستشهد بقصة سيدنا موسى مع سيدنا الخضر ، فيفهمك بطريقة غير مباشرة انه مثل سيدنا الخضر يعمل أعمالاً سيئة في ظاهرها أما المقصود منها الخير للبشرية ، والله إنه لكاذب ، فسيدنا موسى والخضر منه بريئان .
2-الشيخ الجاهل :
علامته جهله بأمور الشريعة وإقامته بالكهوف أو بالأراضي البعيدة عن الحضارة وادعاءه انه من أهل الخلوات كأنه يقول للناس: إن الله بعيد عن العباد والطريقة للوصول إليه هي الخلوات والحقيقة أن هذا الشيخ الجاهل لو كان من أهل العلم لعرف أن سيد البشر محمد عليه الصلاة السلام وعلى آله وصحبه والأنبياء أجمعين لم نقرأ ولم نسمع أنهم اختلوا عن الناس مدة طويلة أو أنهم استعبدوا الناس لجلب الأرزاق لهم من أجل عمل حجاب أو تعويذية أو قراءة حصن ، وهم يستشهدون على خلواتهم هذه أن النبي عليه الصلاة السلام اختلى بغار حراء،فهل كان النبي عليه السلام كان يستغل الناس من أجل أن ينفقوا عليه ؟! أم كان آل البيت الكرام يستغلون نسبهم من أجل استغلال العباد ؟! معاذ الله ، بل هم كانوا يعملون كل شيء بأيديهم ولكن هؤلاء المشايخ الجهلاء الحقراء يستغلون حاجة الناس إليهم وهم لا يساعدونهم بل يزيدونهم هماً وغماً وفي أغلب الأحيان يسحرونهم بسحر مؤذٍ فوق سحرهم.
3- الشيخ المخدوع :
علاماته أنه طيب القلب ، يحب الخير للناس ويعتقد نفسه من أهل الكرامات وأنه بالحقيقة يرى منامات وأحلاماً يرى فيها نفسه أنه على مستوى الأئمة الكبار بالعلم والتقوى ويرى دائماً بمنامه بعض الأئمة والملائكة يعلمونه ، والحقيقة هي أن الشيطان هو الذي تهيأ له بهيئة أحد الصالحين وعلّمه والهدف استدراجه واستدراج الذين يؤمنون به .(( وأنا لا أنكر هنا أنه يوجد شيوخ وأناس صالحون يرون الملائكة والأولياء وحتى الأنبياء )).
4- الشيخ المريض نفسياً :
علاماته أنه يتخيل أموراً هي من صنع العقل اللا واعي ، لأن العقل اللا واعي ، يستطيع عمل أمور كثيرة منها خوارق للعادات والسيطرة على بعض ضعفاء النفوس، وهذا الشيخ المريض تراه جباناً يدعي أنه قوي الشخصية ، يتهرب من النقاش العلني ، دائماً يختبئ من العلماء ويتكلم مع تلاميذه ويقول لهم بشكل مبطن إنه الغوث الأعظم ، والحقيقة أن هذا الشخص سيطر عليه عقله اللا واعي وجعله يدخل في دوامة العقل اللا واعي الجماعي ، إنه مريض جداً بمرض الوهم ، وكل من يتعامل معه يصيبه نفس المرض فالحذر ثم الحذر منه ، إنه مسكين ومحتاج لعلاج نفسي ومعنوي .
الشيخ الصالح وعلاماته :
الصدق ،الأمانة ،العمل وعدم الاعتماد على لأحد ،وهو يقول كلمة الحق ولا يخاف في الله لومة لائم ، ويلتزم تقوى الله عزّ وجلّ ، ظاهراً وباطناً ، هو قد يكون من المتصوفين أو من أهل الشريعة أو من السنة أو من الشيعة ، لا يهم فكلهم خير ، فالمهم هو عدم التعصب ، لأن التعصب يورث عمى القلب ، والشيخ المتعصب يمكن أن يحيد عن الحق بسبب تعصبه الأعمى ، أما الشيخ العالم المنفتح على العالم فهو يساعد المسحور دون النظر إلى دينه ومذهبه ، فغايته الأسمى أخيه الإنسان لأنه إنسان .
ما هو السحر؟ وهل هو موجود أم لا؟
السحر شيء مؤذٍ أعاذنا الله منه نحن وأهلنا، وكل من آمن بالله وحده لا شريك له، وأعاذنا من السحـرة المكذبين، الضالين عن سبيل الحق، إخوة إبليس في الضلال . والسحــر موجود لا يستطيع إنسان يؤمن بالله، إلا أن يؤمن به لأن الكتب السماوية ذُكر فيها السحر ،( القرآن الـكريم ،الإنجيل، التوراة ،الزبور) وفي كتابنا الـقرآن الكريم آيات كثيرة تدل على وجود السحر، لذا من لم يصدق بأن السحر موجود فقد كفر ببعض هذه الآيات الكريمة أعوذ بالله من الكفر والكفار قال الله تعالى: {واتبـعـوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا، يعلمون الناس السحر و ما أنزل على المـلكين ببابل هاروت و ماروت ، وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر، فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه ، و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله، و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم ،ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخـرة من خلاق، و لبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون(103)} سورة البقرة ، وتفسير هذه الآيتين: (واتبعوا) واتبع اليهود (ماتتلو) ما تروي (الشياطين) المشعوذون من السحر (على ملك سلـيمان ) في زمانه وعهده (وما كفر سليمان) وما سحر سليمان،ولا تعلّم السحر،ولا كان ساحراً ، لأن السحر كفر (ولكن الشياطين) هم الذين (كفروا) باستعمال السحر وتدوينه ،( يعلمون الناس السحر ) قاصدين به إغواءهم و إضلالهم (و) يعلمونهم أيضاً (ما أنزل على الملكين ببابل ) وهي مدينة في العراق (هاروت وماروت وما يعلمان من أحد ) وما يعلم الملكان هاروت وماروت السحر أحداً من الناس ، ( حتى يقولا ) حتى ينبهاه وينصحاه قائلين له: ( إنما نحن فتنة) ابتلاء من الله للعباد ومحنة (فلا تكفر) بتعلم السحر والعمل به، فإن أبى إلا التعلم علمّاه ( فيتعلمون منهما ) من هاروت وماروت (ما يفرقون به بين المرء و زوجه) ما يكون سبباً في التفريق بين الزوجين بإثارة البغض والكراهية بينهما ،( وما هم بضارين به) بسحرهم هذا ( من أحد إلا بإذن الله ) بعلمه ومشيئته ،(ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ) ويتعلم الناس السحر الذي يضرهم في دينهم ولا ينفعهم في آخرتهم ( ولقد علموا ) علم اليهود ( لمن اشتراه) لمن اختار السحر واستبدله بكتاب الله (ماله في الآخرة من خلاق) نصيب من الجنة (و لبئس ما شروا ) باعوا (به أنفسهم) برضاهم بالسحر عوضا عن دينهم ( لو كانوا يعلمون ) ما ينتظرهم من العذاب في الآخرة ما فعلوه ( 102) . ( ولو أنهم ) ولو أن الذين تعلموا السحر (آمنوا) بالله ورسوله ( واتقوا ) الله فعملوا بأوامره واجتنبوا نواهيه ، (لمثوبة) لفازوا بثواب ( من عند الله) هو (خير) لهم من السحر وما اكتسبوه به (لو كانوا يعلمون) ذلك ،لما آثروا السحر على الإيمان والتقوى (103).
وحديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم ، مصرح بإثباته وهو ما رواه البخاري ومسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سـحـر حـتـى كـان يـرى أنـه يـأتـي الـنساء ، ولا يأتيهن. ( قال سفيان : وهذا أشـد ما يـكون من الـسحـر إذا كان كذا)
وعن السيدة صفية بنت أبى عبيد ، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من أتى عرافا فسأله عن شيء ،فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوم).رواه مسلم
وعن قبيصة بن المخارق رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( العيافة ، الطيرة ، والطرق ، من الجبت) رواه آبو داوود بإسناد حسن ، وقال : الطرق ، هو الزجر ، أي : زجر الطير ، وهو أن يتيمن أو يتشاءم بطيرانه ، فإن طار إلى جهة اليمين تيمن وإن طار إلى جهة اليسار تشاءم: قال أبو داوود: (العيافة ) قال الجوهري في ( الصحاح ) : الجبت كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر و نحو ذلك.وعن أبي عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أقـتبس علما من النـجـوم ، اقـتبـس شـعبـه مـن الـسحـر زاد ما زاد ) . رواه أبو داوود سند صحيح .
وعن معاوية بن الحكم رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية ، وقد جاء الله تعالى بالإسلام وإن منا رجالاً يأتون الـكهان ؟ قال : ( فلا تأتهم ) قلت ومنا رجالاً يتطيرون ؟ قال ذلك شيء يجدونه في صدورهم ، فلا يصدهم قلت : ومنا رجال يخطون ؟ قال: (كان نـبي من الأنبياء يخط ، فمن وافق خطه ، فذاك ). رواه مسلم.
وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نـهـى عـن ثـمن الـكلب ، ومهر البغي وحـلـوان الـكـاهن.
وعن مهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كان ملك فيمن قبلكم ، وكان له ساحر فلما كبر قال للملك : إني قد كبرت فابعث إلي غلاماً أعلمه السحر ، فبعث إليه غلاماً يعلمه ، وكان في طريقه إذا سلك راهب ، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه ، وكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه ، فإذا أتى الساحر ضربة ، فشكا ذلك إلى الراهب فقال : إذا خشيت الساحر فقل :حبسني أهلي ، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر فبينما هو على ذلك إذا أتى دابة عظيمة قد حبست الناس فقال : اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل ؟ فأخذ حجراً فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس ، فرماها فقتلها ومضى الناس ، فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب أي ابني أنت اليوم أفضل مني ، قد بلغ من أمرك ما أرى وإنـك ستبتلى ، فإن ابتليـت فلا تدل علي ، وكان الندام يـبرئ الأكـمـه والأبرص ، ويداوي الناس من سائر الأدواء . فسمع جليس للـمـلـك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال : ما هنالك اجمع إن أنت شفيتني ، فقال : إني لا أشفي أحد إنما يشـفي الله تعالى ، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك : من رد عليك بصرك ؟ قال ربي ، قال : و لك رب غيري ؟ قال : ربي وربك الله ، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام ، فجئ بالغلام فقال له الملك : أي ابني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل فقال : إني لا أشفي أحدا ، إنما يشفي الله تعالى ، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجئ بالراهب فقيل له : ارجع عن دينك فأبى ، فدعا بالمنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ، ثم جئ بجليس الملك فقيل له :أرجع عن دينـك فأبى ، فوضـع المنشار في مفرق رأسه ، فشقه به حتى وقع شقاه ، ثم جئ بالغلام فقيل له : ارجع عن دينك فأبى ، فرفعه إلى نفر من أصحابه فقال :أذهـبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجـبـل فقال اللهم اكفينهم بما شئت، فرجف الجبل فسقطوا ،وجاء يمشي إلى الملك ، فقال له الملك : ما فعـل بأصحابك ؟ فقال : كفانيهم الله تعالى ،فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر ، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال: اللهم أتكفينهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة ففرقوا وجاء يمشي إلى الملك.فقال:له الملك:ما فعل بأصـحـابــك ؟ فقال:كفانيهم الله تعالى فقال للملك:إنك لست بقاتلي حتى تفعل مــا آمرك به قال:ما هو ؟ قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جزع ثم تأخذ سهـماً من كنانتي ، ثم تضع السهم في كبد القوس ثم تقول : بسم الله رب هذا الغلام ثم ترمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني فجمع الناس في صعيد واحد ، وصلبه على جذع ثم أخذ سهم من كنانته ، ثم وضع السم في كبد القوس ، ثم قال : بـسـم الله رب الغلام ، ثم رماه فوقع السهم في صدغه ، فوضع يده في صدغه فمات . فقال الناس : آمنا برب الغلام ، فأتى الملك فـقـيل له : أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك . قد أمنا الناس فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم بها النـيران وقال : مـن آم يرجع عن دينه فأقمحوه فيها أو قيل له اقتحم ، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها طفل لها فـتـقـاعـست أن تقع فيها فـقـال:(لها الطفل : يا أماه اصبري فإنك على حـق ) .رواه مسلم.
من هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة نعلم أن السحر موجود بلا شك وله أنواع كثيرة نذكر منها :
1. سحر مغارة دانيال : موجود في المغرب وهو للخـير والشـر.
2. السحر الأحمر : وهو موجود في مصر وهو للشر ويعتمد على النجاسة.
3. سحر الكهان : وهو موجود في الهند والصين ويعتمد على الوثنية و الريـاضـات الـروحـيـة مـثـل ( الـيـوغا ) أو ( تـشـي )
4. السحر الأسود : وهو موجود في الغرب ويعتمد على ذبح الحيوانات والبشر، وعلى الدم ،وما شابه ذلك و تقديمهـا قـربـاناً إلى الشـيـطـان .
5. سحر بارنوخ : وهو موجود في أفريقيا والسودان، وهو مثل السحر الأسود و ينسب إلى السـاحـر الشـهـير بـارنـوخ .
6. سحر هاروت وماروت : موجود في بابل مدينة في العراق وهــو يـعـتـمـد عــلــى الــكــفـر بـالـلـه .
7. سحر التحول : وهو موجود في عُمان، وهو يعتمد على تحويل الإنـسان إلى حـيـوان عـن طـريـق خـدع الـبـصـر .
8. سحر إبليس لعنة الله عليه :وهـو يعتمد على عبادة الشيطان.
9. السحر العظيم : وكان موجوداً في قديم الزمان وهو يعتمد على أقسام سيدنا سليمان ومـزامـير سيدنا داوود عليهما الصلاة والسلام.
10. السحر الأبيض : موجود في الجزيرة العربية وهو يقوم على فك الـسحـر عـن طـريـق الكـتـب الـسماوية وهو للـخـير .
وطبعاً يمكن لأي نوع منها أن يمارس بأي بقعة في العالم ،والسحر يعتمد على تلاوة الأقسام التي تمجد الشيطان اللعين، وعلى نجاسة الروح والبدن، وعلى مخالفة الشرائع والقوانين، وعكس كل شيء، مثل الفرق الموسيقى الغربية (موسيقى الميتال metal) لأن الشيطان يهوى المخالفة، وأفضل شيء للتغلب على السحر والشيطان الرجيم ،هو المشي على طريق الحق، وعبادة الله وحده لا شريك له، وتطهير الروح من كل خبيث بأن نبتعد عن المحرمات.
قال الله تعالى:(كلوا و أرعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لاولي النهى(54) منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى (55) ولقد أريناه آيتنا كلها فكذب وأبى (56) قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى (57)فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعداً لا نخلفه نحن ولا أنت مكاناً سوى (58) قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى(59) فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى(60) قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى (61) فتنزعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى (62) قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى (63)فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى (64) قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى (65) قال بل ألقوا فإذا حبالهم و عصيهم يخيّل إليه من سحرهم أنها تسعى (66) فأوجس في نفسه خيفة موسى (67) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى (68)وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى (69) فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى (70) قال آمنتم له قبل أن أذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى (71) قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا (72). إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عـلـيـه مـن السـحـر والله خير وأبقى.
تفسير هذه الآيات الكريمة من سورة طه:
54 ـ (كلوا) من طيبات ما أخرجنا لكم من النباتات والثمار (وارعوا أنعامكم ) مواشيكم التي جعلها الله تحت أيديكم (إن في ذلك ) الخير النازل من السماء والخصب الناتج من الأرض (لآيات) لدلالات على وحدانية ربكم (لأولى النهى) لأصحاب العـقـول الـسـلـيـمـة .
55 ـ (منها) من الأرض (خلقناكم) من ذرية آدم الذي خلقناه من تراب (وفيها نعيدكم) بالدفن بعد الموت (ومنها نخرجكم) نبعثكم أحياء (تـارة) مــرة ( أخــرى) للـــحـســاب والــجـزاء .
56 ـ ( ولقد أريناه) ولقد أرينا فرعون (آياتنا) معجزاتنا ( كلها فكذب) بها (وأبى) رفض قبول الحق استكباراً وعناداً.
57 ـ (قال) فرعون (أجئتنا لتخرجنا من أرضنا) من أرض مصر لتمتلكها بعدنا (بسحرك يا موسى).
58 ـ (فلنأتينك بسحر مثله ) مثل السحر الذي جئتنا به (فأجعل بيننا وبينك موعدا لا تخلفه ) لا تخلف ذلك الموعد (نحن ولا أنت مكانا سوى) مكاناً مستوياً ليشاهد جميع الحاضرين ما سيجري فيه.
59 ـ (قال ) موسى ( موعدكم يوم الزينة ) يوم عيدكم الذي تتزينون فيه (وأن يحشر) وأن يجمع (الناس ضحى ) بعد شروق الشمس.
60 ـ ( فتولى فرعون) بنفسه أمر هذا اللقاء (فجمع كيده ) فجمع كبار السحرة وأدوات السحر وحيله و خداعه (ثم أتى) معهم في الوقت المحدد .
61ـ (قال لهم موسى) قال موسى للسحرة (ويلكم لا تفتروا على الله كذبا) لا تختلقوا عليه الكذب ولا تشركوا به ، ولا تقولوا عن المعجزات
إنها سحر (فيسحتكم) فيهلككم الله عز وجل (بعذاب)عظيم من عنده (وقد خاب ) خسر (من افترى) على الله كذباً فادعى أن مع الله إلهاً آخر.
62ـ (فتنازعوا أمرهم بينهم ) فاختلفوا في أمر موسى (وأسروا النجوى ) وتشاوروا فيما بينهم سراً.
63 ـ (قالوا إن هذان) موسى وهارون (لساحران) ماهران بألاعيب السحر (يريدان أن يخرجاكم من أرضكم ) أرض مصر ( بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ) بأساليبكم الرفيعة في ألاعيب السحر .
64 ـ ( فأجمعوا كيدكم ) فلا تدعوا شيئاً من وسائل السحر وحيله إلا جئتم به ( ثم أتوا صفا ) واحدا متعاونين لتبهروا الأبصار وتستولوا على عقول المشاهدين ، ( وقد أفلح اليوم من استعلى ) من غلب خصمه.
65 ـ وعند بدء المباراة ( قالوا يا موسى ) لك الخيار (إما أن تلقي) ما معك قبلنا ( وأما أن نكون ) نحن (أول من ألقى).
66 ـ ( قال ) لهم موسى ( بل ألقوا ) أنتم أولا فألقوا ما معهم من أدوات السحر ( فإذا حبالهم وعصيهم ) التي ألقوها ( يخيّل إليه ) إلى موسى (من سحرهم أنها ) حيات ( تسعى ) تتحرك بسرعة .
67 ـ (فأوجس في نفسه خيفة موسى ) فأحس موسى بالخوف من أن يلتبس أمره على الناس فلا يؤمنوا به .
68 – ( قلنا ) لموسى حينذاك: (لا تخف إنك أنت الأعلى) الغالب القاهر
69 ـ ( وألق ما في يمينك ) وألق العصا التي تحملها بيدك اليمين ( تلقف) تنقض بسرعة فتبطل ( ما صنعوا ) ما عرضوا من أدوات السحر كالحبال والعصي ( إنما صنعوا كيد ) حيله ( ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ).
70 ـ ( فألقي السحرة سجدا ) فخرت السحرة لما رأوا ذلك ساجدين لله و (قالوا آمنا برب هارون وموسى).
71 ـ ( قال ) فرعون لهم : ( آمنتم له قبل أن أذن) اسمح (لكم إنه) إن موسى ( لكبيركم) لرئيسكم ومعلمكم ( الذي علمكم السحر ) وقد تواطأتم معه اليوم (فلأقطعن أيديكم و أرجلكم من خلاف ) يداً من طرف ورجلاً من طرف آخر ( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) زيادة في تعذيبكم والتشهير بكم ( ولتعلمن أينا ) أنا ، أم رب موسى ( أشد عذاباً ) لكم ( وأبقى ) أدوم عقاباً.
72 ـ ( قالوا ) أجاب السحرة فرعون ( لن نؤثرك ) لن نختارك ( على ما جاءنا ) به موسى (من البينات ) الدالة على صدق رسالته ( والذي فطرنا ) ونقسم على ذلك بالله الذي خلقنا (فاقض ما أنت قاض)، فاحكم علينا بما شئت (إنما تقضي هذه الحياة الدنيا)إنما تعذبنا في هذه الحياة الفانية 73- (إنا آمنا بربنا) الذي لا إله غيره(ليغفر لنا خطايانا) ذنوبنا التي ارتكبناها من قبل (و) يغفر لنا(ما أكرهتنا عليه من السحر والله خير) منك يا فرعون ثواباً لمن أطاعه (وأبقى) عذاباً لمن عصاه . من تواجه بين نبي الله موسى (ص) وفرعون وسحره نعلم أن السحر موجود من قديم الزمان حتى إن الأنبياء أنفسهم _مع كل المعجزات التي أعطاهم إياها الله _إلا أنهم وجدوا أن السحر ليس سهلاً لكن الله سبحانه وتعالى نصرهم على جميع السحرة اللعينين أخوة إبليس و فرعون.ومن يعتقد أن السحر غير موجود مثله مثل فرعون الذي لم يعترف بمعجزات نبي الله موسى مع أن سيدنا موسى جاء بالبراهين التي لا تنكر لكن الكفر والضلال عمى قلب فرعون وقلب كل شخص و الدليل في القرآن الكريم وهؤلاء الجهلاء الذين يعتقدون أنفسهم أنهم أهل علم وينكرون ما جاء في القرآن الكريم ما هم إلا أهل مادة والمادة مسيطرة عليهم وعلى قلوبهم ولم يبقَ للروح عندهم أي صفاء لأن المادة مرآة النفس والنفس تهوى الشهوات الفانية أما الروح الباقية فهي تقبل كلام الله ، من دون أي اعتراض لأن الروح خلقت على الفطرة فطرة التوحيد والإيمان بكلام الله إيماناً مطلقاً من دون أي شك لا في الظاهر و لا في الباطن.
هل الجن و الشياطين موجودون أم لا ؟
لا يستطيع أي إنسان لديه جزء من التفكير إلاّ أن يؤمن ويصدق وجود الجان و الشياطين لأن كل واحد منا لا يمكن إلاّ أن يكون قد حصل له حادث أو أكثر مع الجان، لكن عقول بعض الناس لا تتحمل المجهول لأنهم جبناء يخافون منه لذلك ينفون وجود الجان مع أنهم في أنفسهم يخافون من الجان لذلك يقولون لا يوجد جن وهو نوع من الإيحاء حتى ينفون عن أنفسهم الضعيفة الخوف الباطن الذي يسكن قلوبهم المريضة ويقولون عن أنفسهم إنهم أهل العلم وأهل أدلة وما هم إلا مرضى يعانون من الخوف من المجهول وهم يعتمدون على أدلة كثيرة من أناس مثلهم وأنا أعتمد على دليلي من كتاب الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ورد في القرآن الكريم لفظ الجن اثنين وعشرين مرة ولفظ الجان سبع مرات أما لفظ الشيطان فقد كان أكثر الألفاظ وروداً في القرآن الكريم لما قيل إن الشيطان من الجن.
قال الله تعالى في سورة الذاريات آية 56: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }.إلا لأمرهم بعبادتي ، وليس لاحتياجي إليهم.
سورة الحجر آية 27: { والجان خلقناه من قبل من نار السموم} (والجان خلقناه )قبل خلق آدم عليه السلام (من نار
السموم) الشديدة الحر ، التي تنفذ في مسام الأبدان. عن أبي مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 🙁 ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن ) قالوا : وإياك يا رسول الله . قال (وإياي إلا إن الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بالخير).
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنا مع النبي (ص) ذات ليلة ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا : استطير أو اغتيل، فبتنا يشر الليلة بات بها قوم ، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء ، فقلنا : يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر الليلة بات بها قوم ، فقال :(أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن) قال : فانطلق بنا فأرانا أثار نيرانهم.
وعن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خلقت الملائكة من نور،وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم ).
وعن جابر بن عبد الله قال:خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها ، فسكتوا فقال: ( مالي أراكم سكوتا فقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم ، كنت كلما أتيت على قوله تعالى : فبأي آلاء ربكما تكذبان قالوا: ولا بشيء من نعمه ربنا نكذب فلك الحمد ).
الأدلة من الإنجيل ( المقدس ).
1. إنجيل متى : ( ولما صار المساء قدموا إليه مجاني كثيرين فأخرج الأرواح بكلمته ).
2. إنجيل متى : ( وبينما هما خارجان إذا إنسان أخرس مجنون قدموه إليه فلما أخرج الشيطان تكلم الأخرس فتعجب الجموع ).
3. إنجيل متى : ( ولما جاء إلى الجمع تقدم إليه رجل جاثيا له ، وقائلا : يا سيد ارحم ابني فإنه يصرع ويتألم ألماً شديدا ويقع كثيرا في الماء ، وأحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه فأجاب يسوع وقال : أيها الجيل غير المؤمن الملتوب إلى متى أكون معكم والى متى أصلحكم ، قدموه إلى هنا فأنتهزه يسوع عليه السلام فخرج منه الشيطان فشفي الغلام من تلك الساعة ، ثم تقدم التلاميذ إلى يسوع على انفراد وقالوا : لماذا لم نقدر نحن أن نخرجه فقال له يسوع عليه السلام : لعدم إيمانكم ، فالحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم أما هذا الجني فلا يخرج إلبالصلاة والصوم.
4. إنجيل لوقا : ( وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس فصرخ بصوت عظيم قائلا: آه لك يا يسوع الناصري أتيت لتهلكنا ، أنا أعرفك من أنت ، قدوس الله فأنتهزه يسوع قائلاً : اخرس واخرج منه ، فصرعه الشيطان في الوسط وخرج منه ولم يضره شيئاً ، فوقعت دهشة على الجميع).
5.إنجيل لوقا : ( وصاروا إلى كوة الحواريين التي في مقابل الجليل ولما خرج الى الأرض استقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمن طويل ، وكان لا يلبس ثوباً ، ولا يقيم في بيت بل في القبور ، فلما رأى يسوع صرخ وخر له ، وقال بصوت عظيم : مالي و لك يا يسوع اطلب منك ألا تعذبني لأنه أمر بالروح النجس أن تخرج من الإنسان لأنه منذ زمنيان قديم كان يخطفه وقد ربط بسلاسل وقيود محروسا وكان يقطع الربط ويساق من الشيطان إلى البراري ، فسأله يسوع قائلا: ما اسمك ؟ قال : بجنون لأن شياطين كثيرة دخلت فيه ، واطلب إليهم ألا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية ، وكان هناك قطيع من الخنازير يرعى في الجبل، فطلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها فأذن لهم فخرجت الشياطين من الإنسان ، ودخلت في الخنازير ، وخرجوا ليروا ما جرى ، وجاءوا إلى يسوع فوجدوا الإنسان الذي كانت فيه الشياطين قد خرجت .
هكذا نرى أن القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم و المقدس الإنجيل كلها تشير على وجود الجن والشياطين وأن الأنبياء عليهم السلام قد تعرضوا إلى مواجهات من قبل الجن والشياطين والله سبحانه وتعالى نصرهم عليهم، والجان أنواع منهم الشياطين وهم من حزب إبليس وأعوان له في الضلال ومنهم الجن العادي وهم على عدة أديان ومذاهب مثل البشر ومنهم خدام القرآن الكريم وأسماء الله الحسنى وهم أشبه بالملائكة ويقال عنهم العلوية و هم متفرغون إلى عبادة الله ومساعدة أولياء الله سبحانه وتعالى بشكل خاص ومساعدة المسلمين بشكل عام .
علاقة الجن بالروح
إن الجن أرواح أخف من أرواح البشر لذلك يمكن للجني أن يدخل في جسد الإنسان ويفعل أشياء كثيرة وهذا هو الصرع .
قال الله تعالى : { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخطبه الشيطان من المس } سورة البقرة :[275].
قال ابن كثير : ( أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حالة صرعه و تخبط الشيطان له ، وذلك أن يقوم قياماً منكراً ).
عن بعلي بن مرة قال : لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي، لقد خرجت في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق ، مررنا بامرأة جالسة معها صبى لها ، فقالت : يا رسول الله ، هذا صبى أصابه داء وأصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرة ، قال: أجلبيه إلي فحملته إليه فحمله بينه وبين واسطة الرجل ثم فغرفاه ، ونفث فيه ثلاثاً ، قال : بسم الله ، أنا عبد الله ، أخسأ عدو الله ، ثم ناولها إياه فقال : ألقينا في الرجعة في هذا المكان ، فاخبرينا ما فعل ، قال : فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شاة ثلاث فقال : ما فعل صبيك ؟ فقالت : والذي بعثك بالحق ما حسنا منه شيئاً حتى الساعة ، فأجتزر هذه الغنم قال : أنزل فخذ منها واحدة ورد البقية .حديث ابن مسعود قال : بينما أنا والنبي صلى الله عليه وسلم في بعض طرقات المدينة إذا برجل قد صرع فدنوت
منه وقرأت في أذنه فأفاق فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ماذا قرأت في أذنه ؟ فقلت : قرأت ( أ فحسبتم إنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ) حتى فرغت من السورة فقال صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لو أن رجلا مؤمناً قرأها على جبل لزلزل .
قول ابن اقفيم : (أما جهلة الأطباء و سقطهم و سفلتهم ، ومن يعتقد بالزندقة فضيلته فأولئك ينكرون صرع الأرواح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع، وليس معهم إلا جهلهم، و إلا فليس في الصناعة ما يدفع ذلك ، والحس والوجود شاهد به وجاءت زنادقة هؤلاء الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيرها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم .
قال ابن تيميه : وجود الجن ثابت بالقرآن و السنة واتفاق سلف الأمة، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة وهو أمر مشهور فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضرب به جمل لأثر به أثراً عظيماً، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ، ولا بالكلام الذي يقوله، وقد يجر المصروع، وغير المصروع، ويجر البساط الذي يجلس عليه، ويحول الآلات ويجري غير ذلك من الأمور التي من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنس، المحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان.
إمام الظاهرية ابن حزم: وصح أن الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه مساً كما جاء في القرآن ، يثير به من طبائعه السوداء ، الأبخرة المتصاعدة إلى الدماغ كما يخبر به عن نفسه كل مروع بلا خلاف منهم، فيحدث الله عز وجل له الصرع والتخبط حينئذ كما نشاهده.
من هذه الآيات والأحاديث الشريفة وأقوال أئمة العارفين نعلم بأن أرواح الجن يمكن أن تدخل إلى جسم الإنسان و تسيطر عليه و من هنا تكون الروح الخفيفة وهي روح الجن مسيطرة على روح الإنسان أما إذا كان الإنسان قد وصل إلى مرحلة التحرر الروحي يعني التجوال الروحي والسيطرة على الروح يمكن له أن يبعد الجن بكل سهولة حتى يمكن له أن يحكم الجن مثل بعض الصالحين أمثال الشيخ عبد القادر الجيلاني والإمام أبي حامد الغزالي والشيخ محي الدين ابن عربي والإمام أحمد علي البوني ويوجد بعض الصحابة الكرام ممن كان لهم جولات مع الشياطين وأحاديث كثيرة تلك التي تذكر هذا، مثل سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا الإمام علي كرم الله وجهه.من هنا نعلم أن روح الإنس أقوى بكثير من روح الجن لكن روح الإنس محبوسة في هذا الجسد الفاني وعندما تتحرر روح الإنس من الجسد الفاني تصبح لها قوى لا مثيل لها عند الجن ولا عند أي مخلوق ولا حتى الملائكة الكرام ولا تتحرر روح الإنس إلا بالعبادة الصحيحة التي تكون إلى الله وحده لا شريك له عندها تظهر علامات صفاء الروح في الوحدة والنطق بالحكمة والعلوم التي نطق بها الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة وأئمة العارفين والأولياء الصالحون رضي الله عنهم أجمعين ونفعنا من علومهم إلى يوم الدين .
دلائل على وجود الجن و الشياطين
وإن دليلنا سيكون من سنة سيدنا محمد النبي الأُمي الطاهر الزكي عليه الصلاة وسلام وعلى آله وأصحابه أصحاب المدد العالي.والقدم الراسخ. وهذه قصة غزوة قصر الثعابين.
(قال الراوي) بينما كان الإمام علي عليه السلام جالساً بين أصحابه إذ دخل عليه جماعة من العرب فقالوا يا أبا الحسن يوجد قصر في أرضنا يقال له قصر الثعابين فيه ثعبان عظيم قد منع الناس من المرور و عطّل أشغالهم بعد أن افترس منهم أناساً كثيرين، فلما سمع الإمام ذلك قال للمقداد وخالد وقتادة سيروا إلى قصر الثعابين مع بعض الفرسان و اقضوا على الثعابين التي هناك ثم جهزهم الإمام و جعل المقدم عليهم خالد بن الوليد فساروا إلى أن وصلوا إلى قرب القصر فرأوا الدخان قد خرج من القصر و ملأ الجو حتى وصل إليهم و كاد يعمي أبصارهم ثم خرج منه ثعبان عظيم جفلت منه الخيل ثم ولت هاربة فردوا عنانها و عادوا في طريقهم إلى أن وصلوا إلى الإمام فلما رآهم قال ما وراءكم ؟
فإني أرى وجوهكم متغيرة فقال خالد يا أمير المؤمنين عندما ظهر الثعبان جفلت الخيل وولت هاربة ولم يقدر أحدٌ منا أن يدنو من القصر فقال الإمام كنت ذهبت معكم إلى القصر غير أني لا أحارب حتى يأذن لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم كتب كتاباً وقال لعمرو بن أمية الضميري أوصل هذا إلى رسول الله صلى الله عليه واله و سلم فقال عمرو ادع لي أن يطوي الله لي الأرض فقال الإمام لك ذلك فهيئ نفسك و أسرع بالذهاب فمضى عمرو إلى خيمته و أخذ معه ما يحتاج في سفره ثم عاد إلى الإمام فأخذ منه و سار إلى النبي صلى الله عليه و سلم فلما سمع من بعد عسكر الإمام هبط الأمين جبرائيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه واله و سلم و قال السلام عليك يا محمد، العلي الأعلى يقرئك السلام و يقول إن ابن عمك قد أرسل إليك عمرو بن أمية يستأذنك في شخص من الجن في صورة ثعبان و قد شرَّد القبائل من حوله ولا يقدر أحد أن يقرب منه و معه خمسون ألف جني على صورة الوحوش و الثعابين فأذن لابن عمك أن يسير إليهم بسيفه ذي الفقار و يتلو عليهم آيات تحرسه من شرورهم ثم عرج جبريل إلى السماء أما النبي صلى الله عليه واله و سلم فدخل على زوجته أم سلمة و وقف في محرابه يدعو للإمام أن ينصره على الجن في قصر الثعابين و بينما هو كذلك إذ دخل عليه عمرو و قبل و يسلمه كتاب الإمام دعا الحسن عليه السلام و قال له اقرأ لنا هذا ففتحه الحسن عليه السلام و إذا مكتوب فيه:
“بسم الله الرحمن الرحيم “
((من علي بن أبي طالب إلى ابن عمه محمد صلى الله عليه واله و سلم، أما بعد فإني أشرفت على قبيلة عامر بن الحجاج و دعوته إلى طاعة الله وطاعة رسوله فأبى فأخت منه و من أصحابه حق الله و رسوله و قد أُخبرت أن على تخوم أرضهم قصر يقال له قصر الثعابين و فيه ثعبان عظيم لم يسمع السامعون بأعظم منه و قد قتل الناس و منع الطريق فأرسلت إليه خالد بن الوليد و المقداد و جماعة من المسلمين فلم يستطيعوا أن يقربوا منه فاذن لي يا رسول الله أن أسير إليه و ادعُ لي أن أنتصر عليه و أخلص الناس من شره و السلام عليكم و رحمة الله)). عند ذلك أمر النبي صلى الله عليه واله و سلم الحسن عليه السلام أن يكتب لوالده كتاباً يقول فيه:
((أما بعد فقد وصل كتابك و فهمت خطابك و قد أخبرني المولى تعالى بانتصارك على أعداء الله و هو يأمرك أن تسير إلى قصر الثعابين و تهجم عليهم و هم مردة من الشياطين و عددهم خمسون ألفاً في صورٍ مختلفة، ففرق شملهم بتلاوة القرآن و ازجرهم بالآيات المحرقة و خذ معك من أصحابك فئة تساعدك و إن الله سبحانه و تعالى وكلّ بكم ملائكته يكونون معكم و يساعدونكم على أعدائكم و الله ناصركم و السلام عليكم)).
ثم ناول إلى عمرو فأخذه و قبله و دعا له النبي بقرب المسافة فجعل يجد السير إلى أن وصل إلى الإمام علي عليه السلام و ناوله فأخذه منه و فتحه فإذا هو خط ولده الحسن عليه السلام فقرأه ثم قال سمعاً و طاعة لله و رسوله، ثم أمر بإحضار عمار بن ياسر و الزبير بن العوام و قيس بن سعد و سعد بن عبادة و سعد بن زياد و خالد بن الوليد فلما حضروا قال لهم اركبوا خيلكم وتقلدوا سيوفكم ففعلوا ذلك ثم امتطى الإمام علي عليه السلام على فرساً شقراء كانت لرسول الله صلى الله عليه واله و سلم و عقد على رأسه راية حمراء مكتوب عليها نصر من الله و فتح قريب و ساروا إلى قصر الثعابين حتى قربوا منه فأمرهم الإمام بالنزول فنزلوا و جلس الإمام و جلس أصحابه حوله ،
قال عمار بن ياسر بينما نحن جلوس لأخذ الراحة إذا بالنار تخرج من القصر و هي ترتفع و ترمي بشررها فتحرق ما حولها و كان الجمر يتجه نحونا و قد اقتربت النار منا و لحقنا وهجها حتى سال منا العرق و اشتد بنا الكرب و العطش و شردت الخيل منا فصاح بها الإمام علي عليه السلام أيتها الخيل ارجعي بإذن الله تعالى و أطيعي ابن عم رسول الله صلى الله عليه واله و سلم فرجعت الخيل و هي تصهل حتى وقفت بين يديه فقال اركبوا خيولكم و لا تخافوا من نار الجان و من شرورهم و قبائحهم فإنها سوف تتلاشى بإذن الله و بفضل آياته العظيمة،
و فجأة خرج من القصر دخان كثير اسود منه الأفق و ضاقت منه الأنفاس فلم ينظر الإنسان منا صاحبه فثبتنا في مكاننا و الإمام يتلو آيات من كتاب الله حتى انجلى الدخان وظهر القصر للعيان فكان الإمام يفكر كيف يقتحم النيران و يدخل القصر وينتصر على مردة الجن ثم قال للزبير بن العوام كن عن يميني و قال لقيس كن عن شمالي ثم قال لأصحابه ستعدوا للجهاد يرحمكم الله و أكثروا من التكبير و تلاوة الآيات و اتبعوني و كان سيفه ذو الفقار بيمينه و درقته بشماله و هو كأنه الأسد ثم صاح صيحة عظيمةً ارتج البرّ منها و خرج على أثرها عفريت من الجان يخرج النار من شدقيه و صاح بنا صيحة هائلةً فأجابته أصوات مختلفة اللغات و اللهجات من كل جانب و هجموا علينا يريدون أن يحرقونا بنيرانهم فقرأ الإمام علي عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم رب طه و ياسين إني أزجركم بسورة الصافات و تبارك و الأعراف و بالذي لا إله إلا هو خالق الليل و النهار، قال عمار و بدأت الأحجار و شرر النار تتساقط علينا و الإمام يردها عنا و عن نفسه و قد خاف علينا و قال اثبتوا في مواقعكم فإني سأقابلهم وحدي فإن سلمت فذلك من فضل الله و إن دنت الوفاة فبلغوا سلامي للحبيب المصطفى و لفاطمة الزهراء و لولدينا الحسن و الحسين فقال له أصحابه نحن نفديك بأنفسنا يا أمير المؤمنين أرواحنا بين يديك فقال اثبتوا في مواقعكم و لا تغادروها فإنها محفوظة ومحروسة بإذن الله ثم وثب الإمام متخطياً النيران بشجاعة إلى أن بلغ القصر و سمعناه يقول :
((إلهي و سيدي و مولاي أنت تعلم أن جهادي في رضاك و طاعتك فانصرني على أعدائك))
فرفع المسلمون أيديهم إلى الله مبتهلين إليه بالنصر و قالوا آمين ونادى قال عمار لسيدنا علي عليه السلام أنت تعلم محبتك في قلوبنا و إني والله لا أحب الحياة بعدك فأذن لي أن أكون معك فقال الإمام على الرحب يا عمار و لكن بشرط ألا تجذب سيفاً و لا تضرب به فإذا أهمك أمر فأكثر من الصلاة على محمد وعلى آل محمد قال عمار فلما قربنا من الباب شعرت أن الأرض تهتز تحت أقدامنا ثم خرج علينا لسان من النار أصابتني شعلة منها فأطفأها الإمام رعلي عليه السلام و لو لم يطفئها لأحرقتني ثم قال يا عمار ارجع إلى أصحابك خير لك فقلت كيف أجتاز النار و أصل إلى أصحابنا سالماً فقال أنا أصدها عنك ثم رفع جحفته في وجهه و هو يقول يا معشر الجن و الإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات و الأرض فأنفذوا لا تنفذون إلا بسلطان فوثبت أتخطى النار حتى لحقت أصحابي فغشي علي فسقطت على وجهي فلما أفقت من غشيتي و هدأت من روعي قلت ما فعل الإمام عليه السلام ,
فقال : المقداد كان الإمام يجتاز النار و الأحجار تسقط عليه و هو كأنه الأسد غير هياب من شيء و كان ذو الفقار في كفه مثل الرعد القاصف يضرب به الجن فترتجف قلوبهم من هول ضربته ثم اختفى الإمام عنا فلم نعد نراه أو نسمع صوته فرفعنا أيدينا إلى الله قائلين اللهم لا تفجع به قلب نبيك محمد صلى الله عليه واله و سلم و ابنته فاطمة و الحسن و الحسين ثم تكاثف الدخان و انتشر إلى وجه الأرض حتى لم نعد نرى أنفسنا فقال الزبير علينا أن ندخل القصر و نحارب مع الإمام و نفديه بأرواحنا فسرنا إلى القصر فخرج علينا ثعبان هائل المنظر له دوي كدوي الرعد فخفنا منه وهربنا من بين يديه فلحقنا و سلط علينا ألسنة النيران فاحترقت قوائم خيلنا و كدنا نحترق لو لم نسرع و ننجُ بأرواحنا فبينما نحن كذلك سمعنا صوتاً من الجبل يقول أدركوا صاحبكم و خلصوه من الموت فعرفنا أنه صوت إبليس اللعين قال أنس بن مالك بينما كانت فاطمة الزهراء عليها السلام نائمة كشف الله عن بصرها فرأت القصر و أهواله و رأت الإمام و قد أحاطت به الجن من كل جانب يقذفونه بالأحجار و يصلونه بألسنة النيران فانتبهت مذعورة خائفة و صاحت اذهبي يا فضة إلى النبي صلى الله عليه واله و سلم .
وقولي له أدرك ابنتك فاطمة قبل أن تفارق الحياة فخرجت فضة إلى النبي و قالت له أدرك فاطمة فوثب و هو يقول ما شأنها هل أفزعها أحد أو أخافها ودخل على فاطمة فرآها قد بللت ثيابها بدموعها فلما رأته قالت له كن لعلي ناصراً ومعيناً فقال لها ما الذي يبكيك يا حبيبة أبيك فقالت لقد كشف الله عن بصري فرأيت علياً و قد دارت به مردة الجن و الشياطين وبيده ذو الفقار و هو في جهد جهيد و كرب شديد و أصحابه بعيدون عنه و هو يجاهد وحده و يلقى الأهوال و كأنه يقول يا فاطمة قولي لأبيك أن يلحقني ويساعدني فإني في هول عظيم و كرب عظيم فأدرك علياً وارحم ولديه الحسن و الحسين و ابنتك فاطمة فقال صلى الله عليه واله و سلم يا فاطمة إني منتظر نزول الوحي من السماء، و قد بكى الحسن و الحسين و قالا لجدهما خذنا لأبينا حتى نراه و نفديه بأرواحنا و ما أتما كلامهما حتى هبط جبريل عليه السلام و هو يقول:
يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام و يقول آمن فاطمة فإني مؤيد علياً وناصره بملائكتي المقربين و مرجعه لها سالماً غانما،ً ثم دعا النبي صلى الله عليه و سلم اللهم انصر علياً و اكشف لي عن بصري حتى أراه فكشف الله عن بصره فرأى علياً و قد أحاطت به الجن و الشياطين و هو يضرب بهم يميناً و شمالاً و إذا بثعبان كبير يهجم على علي يريد أن يبتلعه فصاح النبي صلى الله عليه و سلم يا علي الثعبان الكبير على يمينك فسمع الإمام صوت النبي و صاح صيحة اهتز لها البر و ذهل لها الثعبان و قد لمع ذو الفقار كالبرق الخاطف مع صيحة الإمام و هوى على الثعبان فقطعه نصفين فخمدت بموته النيران و انقطع الدخان و ظهرت الجن بصور شتى و الإمام يحاربهم بسيفه البتار و لما تم النصر للإمام علي على الجان صاحوا ارفع عنا سيفك أيها الإمام فقال لن أرفعه عنكم حتى تقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ففرح الإمام بإسلامهم فرفع عنهم السيف فسر النبي صلى الله عليه و سلم بسلامة علي و بإسلام الجن على يده و قد خرج الإمام علي عليه السلام إلى أصحابه يبشرهم بالانتصار العظيم على الجان و على الثعبان الهائل ثم ركب هو و أصحابه و ذهبوا في طريق المدينة و راية النصر والفخر ترفرف فوق رؤوسهم و لما وصلوا إلى المدينة خرج الناس جميعاً إلى استقبالهم و في مقدمتهم الحسن و الحسين فاحتضنهما الإمام يقبلهما ويقبلان يده الكريمة و يفرحان بعودته سالماً هذا ما انتهى إلينا من غزوة قصر الثعابين.
( نادي علياً مظهر العجائب تجده عوناً في النوائب كل هم وغم سينجلي بنبوتك يا محمد وبولايتك يا علي يا علي يا علي ).